التفسير البياني

التفسير البياني
نسبت بنت الشاطئ منهجية التفسير البياني لأستاذها أمين الخولي، ثم جاءت مساهمتها في بنائه بدورها مقتفية أثر أستاذها وما لبث المشروع أن توسع فيه عن طريق د. فاضل صالح السمرائي.
على أني أعتبر كتاب الجرجاني دلائل الإعجاز في علم المعاني هو أس هذه الدراسات ولا أخفي ما كان للإيديولوجيين من يد في إبعاد هذا المساق عن سبيل الدراسات اللغوية والأدبية والتي اقتصرت على الشعر، تاركة جوهر المعاني البيانية وفنون النظم القرآني جانبا.
أهم دعائم التفسير البياني: 1-التبحر في علم اللغة؛ 2- التبحر في علم التصريف؛ 3- التبحر في علم النحو؛ 4-التبحر في علوم البلاغة؛ 5- لقراءات: فبالقراءات يترجح بعض الوجوه على بعض. 6- أسباب النزول: وهو من الدلائل المهمة على فهم المعنى فبه تعرف كثير من الأمور التي قد يصعب فهمها لولاه؛ 7- النظر في السياق: فإن ذلك من ألزم الأمور للمفسر عموما، وللمفسر البياني على الخصوص. فبالسياق تتضح كثير من الأمور ويتضح سبب اختيار لفظة على أخرى، وتعبير على آخر، ويتضح سبب التقديم والتأخير والذكر والحذف ومعاني الألفاظ المشتركة.
8-
مراجعة المواطن القرآنية التي ورد فيها أمثال التعبير الذي يراد تبيينه ليستخلص المعنى المقصود.
9-
مراجعة المواطن القرآنية التي وردت فيها المفردة التي يراد تفسيرها واستعمالاتها ومعانيها ودلالاتها.
10-
أن يعلم أن هناك خصوصيات في الاستعمال القرآني كاستعمال الريح للشر، والرياح للخير، والغيث للخير والمطر للشر، والعيون لعيون الماء،والصوم للصمت والصيام للعبادة المعروفة وغير ذلك.
11-
أن ينظر في الوقف والابتداء وأثر ذلك في الدلالة والتوسع في المعنى أو التقييد فيه وما إلى ذلك.
12-
أن يسترعي نظره أي تغيير في المفردة والعبارة ولو كان فيما يبدو له غير ذي بال فإنه ذو بال، فإن وجد له تعليلا فذاك وإلا فسيأتي من ييسر الله له تعليله وتفسيره كالإبدال في المفردة نحو (يطّهّر) و(يتطهّر) و(يذّكر) و(يتذكر)،والذكر والحذف نحو (تذكرون) و (تتذكرون) و(يستطيع) و(يسطع) و(لاتتفرقوا) و(لاتفرّقوا)، وتغيير الصيغة نحو مغفرة وغفران، وعداوة وعدوان، ونخل ونخيل، والإدغام والفك نحو: (من يرتد) و(من يرتدد) و(يشاق) و(يشاقق) وما إلى ذلك. وكذلك الأمر بالنسبة إلى العبارة.
13-
إدامة التأمل والتدبر وهما من أهم ما يفتح على الإنسان من أسرار، ويهديه إلى معان جديدة. جاء في (البرهان): "أصل الوقوف على معاني القرآن التدبر والتفكر"
وأما بحسب التركيب فمن وجوه أربعة
الأول: باعتبار كيفية التراكيب بحسب الإعراب ومقابله من حيث إنها مؤدية أصل المعنى، وهو ما دل عليه المركب بحسب الوضع وذلك متعلق بعلم النحو.
الثاني: باعتبار كيفية التركيب من جهة إفادته معنى المعنى، أعني لازم أصل المعنى الذي يختلف باختلاف مقتضى الحال في تراكيب البلغاء وهو الذي يتكفل بإبراز محاسنه علمُ المعاني.
الثالث: باعتبار طرق تأدية المقصود بحسب وضوح الدلالة وحقائقها ومراتبها، وباعتبار الحقيقة والمجاز والاستعارة والكناية والتشبيه، وهو ما يتعلق بعلم البيان.
والرابع: باعتبار الفصاحة اللفظية والمعنوية والاستحسان ومقابله وهو ما يتعلق بعلم البديع"
فالمعرفة الواسعة والتبحر في علوم اللغة من ألزم الأمور للمفسر، وهي للمفسر البياني ألزم، فينبغي له أن يعرف المجرد والمزيد وأغراض الزيادة واختلاف الصيغ ومدلولاتها، وأن يكون له باع طويل في معرفة الاشتقاق وأحوال المشتقات.

إرسال تعليق

0تعليقات
إرسال تعليق (0)
12/sidebar/التفسير