الاتجاهات المعاصرة في التفسير


الاتجاهات المعاصرة في التفسير


اتسمت هذه الحقبة من الزمان بميزة المنهجية العلمية لأبحاثها وتفاسيرها، فقد تعددت التفاسير وتنوعت الاتجاهات وتشتت الأغراض التفسير، وتميزت صبغة كل تفسير عن غيره بعدة مميزات فنجد التفسير " في ظلال القرآن للسيد قطب " يرتب ضمن التفسير الإصلاحي، كما يرتب ضمن التفسير الأدبي، ويستوي معه تفسير المنار في نهجه الإصلاحي، بينما يفارقه في أدبيته ويختص بالدراسة الاجتماعية.
غير أن الطابع العلمي للدراسات لم يكن ليمكن كل المفسرين بتعقب خطى السابقين في تفسير القرآن الكريم كله، بل ركزت بعض الدراسات جهودها في تفسير بعض القرآن كأنها ترسم السبيل وتسطر المنهج.
والوصف بالعلمية ليس طابعا شاملا فقد برزت تفاسير تعتمد حساب الجمل سعى الأزهر لإبادتها ورفضها ولم يقبل بالقول بها، ولا الاعتداد بها. كما ظهر تفسير موضوعي مادي الطبع حسي الفكر يعتمد الهيرمينوطيقا سبيلا، وينظر للقرآن مجرد وثيقة تاريخية لا غير...
وحاولت إدراج هذه التوجهات تحت عناوين متقاربة هي كالتالي: الاتجاه الإصلاحي؛ الاتجاه الإجمالي؛ الاتجاه التحليلي؛
الاتجاه الموضوعي؛ لاتجاه العلمي؛ الاتجاه الإعجاز الرقمي؛ التفسير المقارن؛ الاتجاه الاستشراقي اتجاه التفسير البياني
ومن الإجمال على التفصيل
الاتجاه الإصلاحي:
يحرص هذا التوجه في تفسير القرآن الكريم على مداواة أمراض المجتمعات الإسلامية المعاصرة، موجهاً لها نحو التمسك بالشريعة وإقامة حكم الله فيها، مبيناً محاسن الدين ومعايب الجاهلية وأخلاقها ونظمها. ‏ فهي كتب توجه الداعية إلى واجبه في حقل الدعوة وضمن هذا التوجه نجد:
تفسير السيد قطب؛
تفسير المنار لمحمد رشيد رضا.
الاتجاه الإجمالي:
يتناول الكلام عام حول مدلول الآية للاهتداء بها والسير على منهاجها، دون الغوص في المجالات التحليلية من لغة ونحو و...
التفسير الإجمالي ) ، واستحوذ على مصطلح ( التفسير الجملي ) .ومعنى هذا المصطلح أن المفسر يفسر الآية جملة واحدة ، ولا يفكك ألفاظها ويفسرها لفظة لفظة كما يُفعل في التحليلي . ويمثل هذا التوجه
-
تفسير السعدي؛ -التفسير الميسر لأبي بكر جابر الجزائري؛ -تفسير المراغي.
الاتجاه التحليلي
ويعتمد ألدراسة التحليلية لكل ما يمكن استنتاجه من التفسير ويعتمد أصحاب هذا التوجه :
-
الكلام عن السورة ومكانتها بين السور وفضلها، -يتناول المقاطع القرآنية ذات الوجهة الواحدة أو الموضوع الواحد؛
-
القراءات القرآنية؛ -الأحاديث المتعلقة بالموضوع؛ -الجانب اللغوي؛ - الجانب الأصولي؛ - الجانب البلاغي؛- الجانب النحوي؛- الجانب الإعرابي؛- سبب النزول - الأحكام الفقهية؛- ويختلف المفسرون بين الاختصار والتطويل؛
-
اعتماد أقوال المفسرين. - اعتماد الأقوال الفلسفية والكلامية في العقيدة؛ - اعتماد الأقوال الفقهية
أهم التفاسير التحليلية:
-
الفتح القدير الشوكاني ؛ - تفسير الآلوسي،- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي؛ - البحر المديد لابن عجيبة الحيسني.
الاتجاه الموضوعي
والمراد بالموضوعي في اصطلاح أصحاب التفسير الموضوعي إما موضوع من خلال سورة ، وإما موضوع من خلال القرآن ، مثلاً : ( الأخلاق من خلال سورة الحجرات ) ، أو ( الأخلاق من خلال القرآن ) .
بين الاتجاه الموضوعي والموضعي
المفسر في التفسير الموضعي التحليلي يكتفي بتحليل الآيات وجملها وتراكيبها، واستخراج دلالاتها التفصيلية الجزئية. أي أن التفسير الموضعي هو التمهيد واللبنات الأولى المتفرقة للتفسير الموضوعي المتكامل!!
بينما المفسر في التفسير الموضوعي، يجمع بين هذه المدلولات التفصيلية، وينسق بينها، ويصل بين جزئياتها المفردة، وبين الكل العام الجامع لها، ويستخرج من مجموعها نظريةً قرآنيةً واقعيةً متكاملة!
يجمعُ المفسرُ في التفسير الموضوعي بين الدلالات التفصيلية المتفرقة عن النبوة، أو عن السنن الربانية، أو عن الحاكمية، أو عن العبادة، ليستخرج منها نظرية قرآنية متكاملة متناسقة عن النبوة، أو عن السنن الربانية، أو عن الحاكمية، أو عن العبادة.
يعمد هذا التوجه إلى تفسير القرآن بالقرآن أي بجمع المواضيع المشتركة وتحليل دلالات المعاني والمصطلحات القرآنية:
وقد أنتج لنا هذا التوجه مدرستين:
1-
مدرسة التفسير الموضوعي والتي عمدت إلى جمع كل مواضيع القرآن بعضها إلى بعض وأعطتنا تفاسير لمواضيع متخصصة كدراسات السنن الإلهية، ودراسات القصص القرآني، ودراسات آيات الأحكام .
2-
أنتج هذا التوجه مدرسة المصطلحات القرآنية والتي تزعمها الأستاذ البوشيخي بجامعة فاس.
وأهم الدراسات في هذا التوجه: - تفسير آيات الأحكام للصابوني؛ - المدرسة القرآنية لباقر الصدر،
الاتجاه العلمي:
وتجدر الإشارة هنا إلى أن المؤيدين لهذا التوجه ليسوا على متن سواء:
1-
اتجاه يعكس نظرة الأسلاف المتقدمين الذين يرون أن القرآن بحر العلوم جميعها، كالشيخ طنطاوي جوهري في «تفسير الجواهر»، والدكتور محمد محمود عبد الله في كتابه «مظاهر كونية في معالم قرآنية».
2-
ورأي يرى أن الإعجاز العلمي للقرآن هو الوجه الوحيد المتبقي اليوم والصالح لمخاطبة عقل الإنسان المعاصر، وهو رأي الأستاذ مالك بن نبي.
3-
واتجاه يرى أصحابه أن للقرآن وجوها مختلفة، من بينها الوجه العلمي، من دون أن يزعموا أن في القرآن جميع علوم الدنيا، ومن دون أن يجعلوا هذا الميدان مشاعا يلجه من شاء، وكيفما شاء. بل جعلوا لذلك منهجا في البحث، ووضعوا له قواعد وضوابط تمنعه وتقيه من الزلل والشطط، وهو الاتجاه الغالب على هذا الفريق.
ومن أهم التفاسير في هذا المنحى تفسير القرآن الشعراوي؛ وتفسير الشيخ الطنطاوي جوهر المعروف بالجواهر.
الاتجاه الرقمي
الأزهر يرفض الشفرة الرقمية للقرآن نهائيا
(
صبحي مجاهد )
القاهرة- أعلن مجمع البحوث الإسلامية في جلسته الأخيرة يوم الخميس 28 يونيو 2007 رفضه المطلق لمسألة الشفرة القرآنية، وهو البرنامج الذي أعلنت عنه شركة "ألف لام ميم" الرسالة الخاتمة، حيث يعتمد على الأسلوب الرياضي في إثبات عدم القدرة على تحريف القرآن الكريم، ويثبت أي تحريف عند حدوثه.
ويأتي رفض المجمع للبرنامج بالرغم من أنه تمت إجازته من قبل لجنة شرعية مكونة من الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر السابق، والدكتور عبد الله النجار، والدكتور محمد الشحات الجندي الأعضاء بمجمع البحوث الإسلامية.
سبب الرفض
وعن سبب رفض هذا البرنامج قال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية: "إن برنامج الشفرة الرقمية لا يتلاءم مع القرآن الكريم، ولأن بنوده كلها تحدثت عنها تيارات مشبوهة من قبل، كتقديس الرقم 19، كما أن حساب "الجمل" الذي يعتمد عليه البرنامج تراث مندثر في الإسلام، وليس له قيمة".
واستطرد قائلا: "ماذا يعني حساب الجمل، والادعاء بأن هناك أسرارًا في القرآن الكريم؟، مع أن الإسلام ليس دين أسرار، وليس دينا مغلقا، بل هو دين يخاطب العقل، ويخاطب القضايا العقلية ويدعو للتدبر العقلي، أما إدخال العقل في متاهات الأسرار والرموز، والمعنى يختلف من رسم إلى رسم، فهذا كلام يدخل الإسلام في مجاهل بعيدة عن طبيعته تماما؛ حيث إنه دين واضح ودين الفطرة، وليس دين الأسرار أو الرموز، وليس له شفرة؛ فالقرآن يخاطب بدون شفرات وبوضوح وببساطة وبعقل ومنطق".
أما الدكتور عبد الرحمن العدوي عضو مجمع البحوث الإسلامية فقد اعتبر أن برنامج الشفرة الرقمية للقرآن "لا يوصل إلى فائدة"، ويقول إن كان البرنامج يريد أن يوصل إلى إعجاز فالقرآن الكريم معجز، وثبت ذلك في الأجيال كلها، وهو موضوع لا تؤمن عواقبه؛ لأن كثيرًا من الناس يقولون إن موضوع الشفرة هذا قد ينتج نتائج تحتاج إلى مراجعة وإلى كلام".
والحقيقة أن الموضوع يحتاج إلى تفصيل وبيان دقيقين حتى نعطي لكل ذي حق حقه. فهناك كلام عن الإعجاز الرقمي يمس قراءة دون أخرى / وهناك ما هو باطل مثل حساب الجمل، وهناك ما هو إعجاز رقمي ساير جميع القراءات.
التوجه الاستشراقي:
لا يهمنا من الاستشراق إلا دوافعه في دراساته وتحليلاته والتي خضعت لظروف السياق السياسي والحضاري التي نما فيها، فضلا عما أنتجت من تأويلات:
1
ـ الشيء المؤكّد أن الاستشراق ولد تحت تأثير سياق حضاري ـ ديني ـ سياسي في الغرب، أي تحت تأثير نمطيات القرون الوسطى عن الاسلام في العالم الغربي، وهي صور نمطية بالغة البعد عن الواقع في بعض الاحيان، ومشحونة بموقف عدائي أحياناً أخرى.
2-
على خط آخر بدأ الاستشراق نشاطه في الغالب بدافع ديني بغية التبشير بالمسيحية في آسيا والعالم الإسلامي، وهو ما تؤكّده الدراسات التاريخية ـ الدينية أيضاً.
3-
وظّف الغرب المستعمر تياراً كبيراً من المستشرقين في مؤسّساته خدمةً لمصالحه التوسعية، وشغل عدد كبير منهم مناصب هامة على هذا الصعيد.
هذا الثلاثي المتعاضد لا يمكن تجاوزه في قراءة الاستشراق .
وقد انبثقت جهوده بمزج الدافع مع النتاج العلمي، بما تعرضه المدارس التفسيرية.
وحين عميت على المسلم الأهداف التي عمل من أجلها المستشرق ابتدأت ذهنية الباحث المسلم بحوارات دفاعية - متغافلة حقائقَ كشفها المستشرق -، وانتهت الأمور بنتاج إسلامي جدلي سجالي مع المستشرقين.
وكان من اللازم تلاقح الفكر بين الطائفتين أن ينفتح الفقهاء المسلمون على ما لدى الغرب من حقائق علمية اتضحت صحة عديد من مقولاتها لاحقا.
وأهم الدراسات : مذاهب التفسير الإسلامي لأجنتس جولد تسهر

إرسال تعليق

1تعليقات
  1. بوركتم أستاذنا الفاضل زادكم الله من فضله وعلمه وجعلكم ذخرا لهذا الوطن

    ردحذف
إرسال تعليق
12/sidebar/التفسير